الثلاثاء، شوال ٢٧، ١٤٢٦

عبدالله.. الذي أمرض المرض

سأبحر معكم في رحلة ماتعة لن أكون انا الربان
بل سيكون رباننا عبدالله...من هو عبدالله؟؟؟
قد تتسائلون ويحق لكم ذلك ...
عذراً سأقطع بحر التساؤلات
وأخبركم من هو عبدالله

عبدالله قريب لي عمرة الآن قرابة 24 سنة
عبدالله لديه شلل رباعي(في أطرافة الأربعة) منذ ولادته فهو لم يتحرك أبداً
قبل أيام أدخل عبدالله للمستشفى لأجراء عملية في حوضه
ذهبت لزيارة عبدالله أنا وصاحبي
وعند باب الغرفة رقم 143 في مستشفى ارامكو توقفت للحظات
أُرتب عباراتي وأصيغها مرة ومرتين فأنا الآن سادخل على شخص معاق
فلابد أن أكون دقيقاً جدا لا أريد أن أجرحه بقصد أو بغير قصد
إستجمعت قواي وطرقت الباب,إنطلق صوته الجهوري تفضل
دخلت عليه والبسمة لاتفارق محياه ياهلا والله ومسهلا هلا بياسر
اردت أن اتحمد له على السلامة وأعطيه الديباجة التي حفظتها
قاطعني إسترح اول وخذ لك حلاوة وباشر على الي معك لاتستحي
أردت أن أمد يدي لمصافحته تذكرت أنه لايستطيع أن يحرك يده
تأملت في حالة وفي وضعه
لاحظ شرود ذهني قال يا خوي شف الثقالات الي حاطينها
يخافون اطير (قالها وهو يبتسم) إختلقت إبتسامة لأجله
بدأت أسأله عن حاله وعن وضعه كنت أود أن أسليه فأنقلبت الآية بدا هو يسليني
فتارة يرمي بإبتسامة وتارة يزهدني في هذه الدنيا
سألته عن موعد خروجه لعله قريب
إبتسم وقال لاتخاااااااااااااااف مطول هنا باقي لي اسبوعين
قلت له الله يعينك,قال يابن الحلال إجازة أعتبرها العالم مداومين وحنا مريحين
حاولت أن أغير مجرى الحديث فأكتشفت أني لا أستطيع ان أدير دفة الحديث
فعبدالله كان هو المريض والطبيب والزائر...
خرجت من عنده بغير الوجه الذي دخلت عليه به
لا..بل بغير القلب الذي دخلت عليه به
لا..بل خرجت من عنده إنساناً آخر
---------------------------------------------------------

العنوان مقتبس من الكاتب زياد الدريس في كتابه:حكايات رجال