الجمعة، ذو القعدة ٢٨، ١٤٢٦

وتسألني متى ترضى...؟

همس البداية
أغفى الوجود ونام سمار الدجى
إلا انـــا والهم والأحزان
وحدي هنا في الليل ترتجف المنى
حولي ويرتعش الهوى الخفاق
وهنا وراء الكوخ بستان ذوت
أغصانه وتهاوت الأوراق
فكأنه نعش يموج بصمته
حلم القبور ويعصف الإزهاق
(عبدالله البردوني-مع تعديل بسيط-)
---------------
حقاً أبدع من قال وظلم ذوي القربى أشد
مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند..
أن تكون لوحدك فهذا أمر قد يصبر الإنسان
عليه إذا كان هو من أختار الوحدة
أما
أن تكون لوحدك ويجتمع الرفاق وتعاونهم الهموم
والأيام هنا...معنى الألم
اليوم أصابني سهم ليته كان طائشاً
فألتمنس العذر لمن رماه لكن ما أدماني أنه
موجه بكل إتقان لي
صديقي ذلك الذي تعرفت عليه قبل فترة
قريبة 7أشهر,وأفضيت إليه بكلي
فأخبرته عما يضايقني وعما يسعدني
أخبرته عني كلي مواطن القوة ونقاط ضعفي
كان صادقاً في محبته
أه..أما اليوم
فقد أصابني سهمة
قتل فأحسن القتلة
لا لشيء إلا لأنه يعرف مواطن الضعف فرمى سهمة حيث
أخبرته أني أتمنى أن لا يرميني
أحد هنا أخبرته ليحميني لكنه في غفلة مني
رماني بسهمة
ماحدث أني كنت في نقاش مع أحد الأخوة فأحتد النقاش
وكان صاحبي على علم بالموضوع
أرسل لي رساله قال فيها اليوم أكتشفت فيك
خصلة سيئة للأسف
(رغم أن الموضوع لا يعنيه)
رددت عليه:
جيد أنك أكتشفت هذه الخصلة
وأعلم باننا لسنا ملائكة.
ليته أكتفى هنا
بل ذهب يتباهى أمام الملأ وبدأ يسطر فيني
وفي قلبي المكلوم بعض الكلمات الجارحة
ليته كتفى بل أتى بعدها ليعتذر
وكأن قلبي لعبة بين يديه
متى ما أردا أن يبث همومة
وجد قلبي
متى ما أراد ان يتسلى
وجد قلبي
ويأتي في النهاية ليعتذر وكأنني
سأقبل
أه
سأقبل نعم سأقبل الإعتذار لا لشيء
إلا لأني لا اريد أن أسجل أسماً جديدا في سجل الإعداء
-----------------
قفلة
إذا أرخصت نفسك عند قوم
فلا تحزن عليهم إن أساؤوا
*-*-*-*-*-
أعلم أنها طلاسم قد لا يفهم منها أحد شيئا..وهذا ما أريده

الأحد، ذو القعدة ٠٩، ١٤٢٦

أسبوع الإحراجات العالمي

معلومة عابر
كاتب هذه السطور ذو حس مرهف
أحسب لكلمتي ألف حساب وكذا لتصرفي.
حصل لي هذا الأسبوع ثلاث مواقف
كل واحد يقول الزود عندي أبدأ من الأسهل
*-*-*-
الموقف الأول
من المعلوم بالضرورة لطلاب جامعة الفهد
أن مواقف السيارات هي المعضلة الرئيسة
فبالكاد أن تجد موقف ولو على الرصيف
ماحصل لي اليوم أني أتيت قبل الكلاس بنص ساعة
ووجدت موقف آخر الدنيا(كان عندي كوز)أوقفت سيارتي
وذهبت للكلاس,صدفةً نسيت آلتي الحاسبة رجعت لسيارتي
لأخذ الآلة وفي الطريق شاهدت أحد الأخوة لم أرة من زمن أشر لي
قال جيت بوقت أكيدأنك تبي تطلع أبي آخذ موقفك,قلت له أبشر
وماكان مني إلا أن أبعدت سيارتي ,المشكلة ليست هنا
سبحان الله وييسر الله لي أحد الأخوة خارج من المبنى
وشاهدني عند المواقف قال أنا بطلع خذ موقفي ,وموقفه أقرب
عموما وقفت بموقفة وذهبت مسرعا لمحاضرتي, وفي الطريق
للكلاس إذا بالأخ الذي أخذ موقفي يصادفني ,شاهد الآلة بيدي
وفهم الموقف,أنا أنحرجت لا لشيء لكن لو رأيتم تعابير
وجه صاحبي لعذرتموني
-*-*-*-*-*-
الموقف الثاني
يوم الجمعة كنت مع مجموعة من الشباب في جلسة
على كورنيش الخبر,أغلبهم أعرفهم وقليل ألتقي بهم لأول مرة
عموما,ماحصل أن أحد الأخوة الذين لا أعرفهم كان يسولف
وكان واضح من كلامه أنه مثقف خصوصا أن الرجل الي
جابه طالب طب ,فقلت هذا أكيد يدرس طب
وكان يتحدث عن بعض التصرفات الخاطئة في المجتمع السعودي
وكان نقده قوي الحجة ,وفي سياق الحديث تكلم عن موقف له
حصل عندما كان في 2 ثانوي...
طبعا أخوكم رحال يأبى أن لا يكون له في الحوار مداخله
قاطعته قلت له يا أخوي كلامك صحيح
لكن عقليات الثانوي تختلف عن عقليات الجامعة ,وطحت سب في الثانوي
من كان بجانبي نغزني بيده ,ويقاطعني ويغير مجرى الحديث,سكت
وقلبي يقرقع ليه يسكتني؟؟؟
بعد دقايق ألتفت علي وقال ترى كل الي ماتعرفهم هنا في صف 3 ثانوي
ومن بينهم الرجال الي كان يتكلم,طبعا وقتها أكتشف اللون الناقص في وجهي.
-*-*-*-*-*-*-*
الموقف الثالث
وهو الـــــطـــــــامـــــــــــــــــــة
يوم الخميس كان لدينا مناسبة عائلية كبيرة جدا في بيت عمتي(نزالة)وكان
المعازيم من طرفنا ومن طرف زوج عمتي,كان العدد كبير جدا ,لدرجة
أن المجالس الأربعة أمتلأت عن بكرة أبيها -ماشاءالله-وعدد كبير
منهم أول مرة أشاهدهم وميز العزيمة التقديم الرائع
كل ثانية يمر عليك ياشاهي ياقهوة ياحلى ياحلى ثاني يابخور
لما مر البخور من أمامي لم أستطع أن أتمالك نفسي
فأخذته وبخرت به شماغي وكأني أجعله قطعة من قلبي
ولما أنتهيت منه مررته لأبن عمي وكان عن يميني
أعطيته البخور,أخذه ثم صرخ أنتبه شماغك يحترق
شاهدت شماغي وألسنة اللهب تأخذ منه,لم أفكر طويلاً
رميت الشماغ وحاولت أن أطفئ النار,الأنظار كلها
متجه لي,البعض يضحك والبعض يقول الرجال وش فيه تحمس
أرلاجوكم لا تسألوا عن شعوري وقتها,المشكلة الشماغ جديد
لكن الحمد لله عدت على خير

السبت، ذو القعدة ٠١، ١٤٢٦

عذراً لسنا سذجاً بدرجة كافية

كتبت هذه الخاطرة حينما كنت مع والدتي حفظها الله
في زيارة لبيت الله الحرام في شهر رمضان من هذا العام 1426
--------------
الساعة تشير إلى السادسة إلا ربع مساءً بتوقيت
مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة
إنتظمت كغيري في ذلك الطابور الطويل الكئيب أمام
أحد مطاعم الصالة الداخلية للمطار
(لايتبادر إلى ذهنك اخي أن هناك أكر من مطعم إنما هو مطعم واحد فقط)
إمتد ذلك الطابور ليغطي مساحة شاسعة من الصالة,
فالكل يريد أن يشتري وجبة إفطار له ولمن معه
كان أمامي في الطابور رجل قد خط الشيب في عارضيه, ويبدو أن الأيام قد أظنته
أخرج من جيبه مبلغاً من المال,حوالي22ريالاً-كلها من فئة ريال واحد-يبدوا أنه قد
تعب حتى يجمعها, عدها مرة ومرتين وانا أتابعه ,وكأنه يتمنى أن تزيد مع عده لها
وصل الدور لصاحبي,فسأل البائع عن الوجبة,فقال البائع
(قطعة دجاج,1سمبوسة,1سبرنج رول,قطعة بيتزا,وسلطة,ولبن وتمر وعصر)
بـ65 ريالا ,تغيرت ملامح الشيخ ,كرر السؤال(بكم؟؟)وتكرر الجواب
سأل الشيخ عن وجبة بـ 22 ريال فجاء الجواب من البائع بلهجته:
(معليش معندناش حاقة بـ 22 ريال)
خرج الشيخ من الطابور, لحقت به ياعم ياعم فطورك اليوم علي
قال: لا الله يعطيك العافيه لكن ما أقول إلا حسبي الله عليهم
ذهب إلى كرسيه جلس بجانب إمرأة كبيرة في السن
تبعته بعيني,قرب رأسه من رأسها وحدثها,لم أحتج لكم وافر من الذكاء
حتى أعلم عن ماذا سيحدثها عدت إلى الطابور
وأشتريت وجبه لي ولأمي التي تنتظرني
تخيلت لو أنني أنا ذلك الشيخ وأمي تنتظري
صرخت في أعماقي ... ألا قاتل الله الجشع

الجمعة، شوال ٣٠، ١٤٢٦

ليتني عشت بلا أصدقاء

أمسكت بالقلم قبل قرابة 3 ستوات وكتبت عبارات عنونت لها بنفس العنوان
وها أنا اليوم أعيد ذكرى الأمس وأكتب عبارات بنفس الروح الحزينة
ونفس الأدمع الباكية التي كتبت بها أحرفي القديمة
مادفعني للكتابة هو سبب قد يراه البعض تافه لكنه
لشخص مثلي قد يعني الكثير
اليوم الجمعة كنت عائداً مع عائلتي من الرياض
ما إن أقبلنا على ::الدمام::بحر الذكريات
إلا وأخرج كل أفراد العائلة جوالتهم
فالوالدة تتصل على جدتي -حفظها الله -وخالاتي,وأختي تتصل بزميلاتها
وأخويٌ كل منهما إتصل بأصحابه وكل مكاملة تبدأ بـ(الحمدلله وصلنا بالسلامة)
أما انا فأخرجت جوالي بدأت عبثا أبحث في الأرقام
على من أتصل؟؟؟بحث واعدت البحث,لم أجد من أتصل به
هل حقاً أني عشت سنين عمري ولم أنجح في صنع صديق حقيق واحد؟
هل حقا أنه لايوجد من يعبأ بي أكنت مقيما أو مسافراً ,أكنت صحيحا أم مريضاً سوى أمي؟؟؟
أدخلت هاتفي في جيبي همست بيني وبين نفسي

ياليتني عشت عمري بلا أصدقاء

الثلاثاء، شوال ٢٧، ١٤٢٦

عبدالله.. الذي أمرض المرض

سأبحر معكم في رحلة ماتعة لن أكون انا الربان
بل سيكون رباننا عبدالله...من هو عبدالله؟؟؟
قد تتسائلون ويحق لكم ذلك ...
عذراً سأقطع بحر التساؤلات
وأخبركم من هو عبدالله

عبدالله قريب لي عمرة الآن قرابة 24 سنة
عبدالله لديه شلل رباعي(في أطرافة الأربعة) منذ ولادته فهو لم يتحرك أبداً
قبل أيام أدخل عبدالله للمستشفى لأجراء عملية في حوضه
ذهبت لزيارة عبدالله أنا وصاحبي
وعند باب الغرفة رقم 143 في مستشفى ارامكو توقفت للحظات
أُرتب عباراتي وأصيغها مرة ومرتين فأنا الآن سادخل على شخص معاق
فلابد أن أكون دقيقاً جدا لا أريد أن أجرحه بقصد أو بغير قصد
إستجمعت قواي وطرقت الباب,إنطلق صوته الجهوري تفضل
دخلت عليه والبسمة لاتفارق محياه ياهلا والله ومسهلا هلا بياسر
اردت أن اتحمد له على السلامة وأعطيه الديباجة التي حفظتها
قاطعني إسترح اول وخذ لك حلاوة وباشر على الي معك لاتستحي
أردت أن أمد يدي لمصافحته تذكرت أنه لايستطيع أن يحرك يده
تأملت في حالة وفي وضعه
لاحظ شرود ذهني قال يا خوي شف الثقالات الي حاطينها
يخافون اطير (قالها وهو يبتسم) إختلقت إبتسامة لأجله
بدأت أسأله عن حاله وعن وضعه كنت أود أن أسليه فأنقلبت الآية بدا هو يسليني
فتارة يرمي بإبتسامة وتارة يزهدني في هذه الدنيا
سألته عن موعد خروجه لعله قريب
إبتسم وقال لاتخاااااااااااااااف مطول هنا باقي لي اسبوعين
قلت له الله يعينك,قال يابن الحلال إجازة أعتبرها العالم مداومين وحنا مريحين
حاولت أن أغير مجرى الحديث فأكتشفت أني لا أستطيع ان أدير دفة الحديث
فعبدالله كان هو المريض والطبيب والزائر...
خرجت من عنده بغير الوجه الذي دخلت عليه به
لا..بل بغير القلب الذي دخلت عليه به
لا..بل خرجت من عنده إنساناً آخر
---------------------------------------------------------

العنوان مقتبس من الكاتب زياد الدريس في كتابه:حكايات رجال