السبت، محرم ١٩، ١٤٢٧

نورة وحلم الطفولة

أغلقت السماعة بوجه محمد بعد أن أصر على سؤاله :(من هو الي معك بالسيارة) حاولت أن ألمح له أني لا أستطيع أن أخبره ,لأن ذلك يوقعني في حرج لكنه أصر مشكوراً,فما كان مني إلا أن أغلقت سماعة الهاتف وهو ينتظر الجواب.
دقائق أو ثواني ويرن الجوال ,لم أشك للحظة أن محمد هو المتصل لكن هذه المرة الرقم مختلف
رددت على الهاتف متثاقلاً:نعم؟
جاء الرد غريباًبالنسبة لي,صوت طفلة:ياياسر ليه تصك السماعة بوجه محمد,ياياسر والله عيب كذا.
أنا(بعد أن عرفت الطفلة):هلا والله نورة كيف حالك حبيبتي؟
هي:طيبة,بس ليه تصك السماعة بوجه محمد؟
أنا:يانورة محمد أحرجني لكن وعد ماراح أصكها مرة ثانية في وجهه بس أول نشدي لي ياطيبة.
هي(وصوت محمد يغششها):أول قل لي من الي بجنبك؟
أنا (بعد أن وضعت الجوال على السبيكر):هذا صديقي خالد,يالله قولي ياطيبة.
نورة:خالد ليش أخوك ياسر يصك السماعة بوجة محمد,قل له لايسويها مرة ثانية.
خالد(والجوال مازال على السبيكر):ياياسر عيب هذا التصرف...ألخ
أنا:يالله نورة قولي ياطيبة
هي(ومحمد مرة أخرى يغششها):لا أبنشد الأماكن
أنا:طيب قولي أي شي
نورة:الأماكن كلها مشتاقة لك,الأماكن الي مريت أنت فيها....ألخ
أنا:صوتك حلو مرة يانورة لكن الأغاني حرام
نورة:طيب بأقول ياطيبة
(وتبدأ بإنشادها)
وتنهي المكالمة بعد أن أنتهى محمد من غرضه
هنا قلت لخالد:تدري من هذي؟
هذي نورة عمرها أربع سنوات
خالد:ماشاءاللع هذاعمرها وتتلكم كذا؟
أنا :بقي شي واحد,تدري أنها كفيفة
خالد :أيش؟؟
أنا:عمياء,كفيفة
تصدق يخالد اني دايم أفكر فيها,وفي وضعها لما تكبر,هي الآن ماتدري
أنها كفيفة,لأنها ماتدري أن فيه ناس يشوفون,دايم أفكر وأسأل نفسي كيف راح تتلقى الصدمة
لما تدري أن فيه غيرها يشوف,تصدق أني أفكر في امها وهي تسمع الصغار لما يجون يلعبون مع بنتها نورة ويقولون أنتبهوا ترى نورة ماتشوف,ياترى كيف بيكون موقفها
ما أقول ألا الله يعينها